كلية الحاسبات ونظم المعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
كلية الحاسبات ونظم المعلومات

جامعة قناة السويس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كيف اتوب 1 محمد حسين يعقوب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


ذكر
عدد الرسائل : 357
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالب على باب الله
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

كيف اتوب 1  محمد حسين يعقوب Empty
مُساهمةموضوع: كيف اتوب 1 محمد حسين يعقوب   كيف اتوب 1  محمد حسين يعقوب Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 18, 2007 3:03 am

كيف أتوب؟!





تأليف

محمد حسين يعقوب




اعتنى به وحققه

أسامة بن عبدالفتاح





شبكة مجاهد مسلم الاسلامية
www.islammi.malware-site.www
islammi@hotmail.com
www.geocities.com/moujahedmouslem
الأربعاء 1 كانون الأول 2003
الموافق في 27 شوال 1423
منير
بيروت لبنان



دار التقوى للنشر
الطبعة
1322هـ _ 2001 م





كيف أتوب؟!

" وأكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها
فضلا عن القيام بها علما وعملا وحلا
ولم يجعل الله محبته للتوابين
إلا وهم خواص الخلق لديه"
إبن القيّم




إلهي وسيدي
أتيت أطباء عبادك
ليداووا لي خطيئتي
فكلهم عليك يدلني


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه"
( صحيح: أخرجه مسلم 17/24 – 25) 2703)



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لا ناقض لما بناه.. ولا حافظ لما أفناه.. ولا مانع لما أعطاه.. ولا رادّ لما قضاه.. ولا مظهر لما أخفاه.. ولا ساتر لما أبداه.. ولا مضلّ لمن هداه.. لا هادي لمن أعماه..

سبحانه.. أنشأ الكون بقدرته.. وما حواه.. ورزق الصون بمنّته ومنّة من والاه ..{ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إيّاه} [ الاسراء23].

سبحانه.. خلق آدم بيده وسوّاه.. وأسكنه في حرم قربه وحماه.. وأمره كما شاء ونهاه.. ثم أجرى عليه القدر بموافقته هواه.. فنزعت يد التفريط ما كساه.. ثم تاب الله عليه فرحمه واجتباه.. وحاله ينذر من يسعى فيما اشتهاه.


طرد إبليس وكانت السموات مأواه.. فأصمّه بمخالفته كما شاء وأعماه.. وأبعده عن بابه للعصيان وأشقاه.. وفي قصته نذير لمن خالف الله وعصاه..

ألان الحديد لداود كما تمنّاه.. يأمن لابسه من يلقاه.. ثم صرع صانعه بسهم قد ألقاه.. فلما تسوّر المحراب خصماه.. أظهر جدال التوبيخ فخصماه.. { وظنّ داود أنّما فتنّاه} [ ص: 24].

ذهب ذو النون مغاضبا فالتقمه الحوت وأخفاه.. فندم لما رأت عيناه ما جنت يداه.. فلما أقلقه كرب ظلام تغشاه.. تضرع مستغيثا ينادي مولاه.. { إني كنت من الظالمين} [ الأنبياء: 87] فنجيناه..

أحمده سبحانه وتعالى... تعالى ربنا سبحانه وحاشاه.. أن يخيب راجيه وينسى من لا ينساه..

أخذ موسى من أمه طفلا ورعاه.. فساقه لى حجر عدوة فربّاه.. وجاد عليه بنعم لا تحصى وأعطاه.. فمشى في البحر وما ابتلت قدماه.. وتبعه عدوّه فأدركه الغرق وواراه.. حتى إذا قال: آمنت.. إذا جبريل بالطين يسد فاه.. وكان من غاية شرف موسى ومنتهاه.. أنه خرج يطلب نارا فناداه.. {ياموسى إني أنا الله} {القصص: 30].. شرف أمته شرفا بما أولاه.. فقال ربنا لهم:{ وأني قد فضلتكم على العالمين} [البقرة: 47] ولكن جئنا بـ { كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران:110 ] أخذناه.. فالحمد لله.

خلق محمدا فاختاره على الكل واصطفاه.. صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقربه منه حتى كان قاب قوسين وأدناه.. فأوحى إليه من سرّه وكلمته ما أوحاه.. ووعده المقام المحمود فاللهم بلّغه مناه..

الحمد لله الذي دلنا بنبيه عليه وعرفناه.. وأجلنا بالقرآن العظيم وعلمناه.. وهدانا الى بابه بتوفيق أودعناه..

أحمده سبحانه حمدا لا ينقضي أولاه ولا ينفد أخراه.. فالحمد لله.. الحمد لله.. الحمد لله..

وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.. صلى الله على محمد ما تحركت الألسن والشفاه.. وعلى آله وصحبه صلاة دائمة تدوم بدوام ملك الله.. ثم سلم تسليما كثيرا.

أما بعد

ففي جلسة مناجاة مع النفس ومحاسبة لها على تفريطها.. ساءلت نفسي وساءلتني.. كيف تعرفين الله، وتقرين بنعمه عليك ظاهرة وباطنة ثم تبارزينه بالمعاصي في الليل والنهار..؟!
وقلت لها: أما تخسين الخسف..؟! أما تخافين العقاب..؟!
وقلت لها: ألا تتوقين الى الجنة بحورها وحريرها ونعيمها الذي لا ينفد..؟! ألست تهربين من النار بزمهريرها وأغلالها وعذابها الذي لا ينتهي..؟!
ثم قلت لها: اختاري..
فقالت أتمنى يوما أتوب فيه الى الله..
فقلت لها: أنت في الأمنية فاعملي..
قالت: فكيف..؟! صف لي الطريق.. وبيّن لي العقبات.. قل لي.. كيف أتوب..؟!!

أخي التائب.. لا بد أن تعلم أن أول الطريق وقفة.. والسير في الطريق عمل.. وزاد الطريق توبة..
واعلم أن الموت يأتي فجأة.. يقول ربنا سبحانه وتعالى:{ قل يعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم* وأنيبوا الى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون* واتّبعوا أحسن ما أنزل اليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون* أن تقول نفس يحسرتي على ما فرّطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين* أو تقول لو أنّ الله هداني لكنت من المتقين* أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرّة فأكون من المحسنين* بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين} [الزمر 53-59].

واعلم أخي التائب أنك تطلب السعادة.. وتروم النجاة.. وترجو المغفرة.. يقول ربنا:{ وإني لغفّار لمن تاب وعمل صالحا ثم اهتدى} [طه: 82]...

فالتوبة ـ أخي التائب ـ هي ملاك أمرك.. هي مبعث حياتك.. هي مناط فلاحك.

يقول إبن القيم::

منزل "التوبة" أول المنازل وأوسطها وآخرها.. فلا يفارقه العبد السالك ولا يزال فيه الى الممات.. وإن ارتحل الى منزل آخر ارتحل به واصطحبه معه ونزل به.. فالتوبة هي بداية العبد ونهاية حاجته اليها في النهاية ضرورية.. كما أن حاجته اليها في البداية كذلك..
وقد قال الله تعالى:{ وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [ النور: 31]. وهذه الآية في سورة مدنية خاطب الله بها أهل الايمان وخيار خلقه أن يتوبوا اليه بعد إيمانهم وصبرهم وهجرتهم وجهادهم. ثم علق الفلاح بالتوبة تعليق المسبّب بسببه.. وأتي بأداة "لعل" المشعرة بالترجي.. إيذانا بأنكم إذا تبتم كنتم علي رجاء الفلاح.. فلا يرجو الفلاح إلا التائبون.. جعلنا الله منهم..

ولما كانت "التوبة" هي رجوع العبد الى الله.. ومفارقته لصراط المغضوب عليهم والضالين.. وذلك لا يحصل إلا بهداية الله الى الصراط المستقيم.. ولا تحصل هدايته إلا بإعانته وتوحيده.. فقد انتظمتها سورة الفاتحة أحسن إنتظام.. وتضمنتها أبلغ تضمن فمن أعطى الفاتحة حقها ـ علما وشهودا وحالا ومعرفة علم أنه لا تصح له قراءتها على العبودية إلا بالتوبة النصوح.. فإن الهداية التامة الى الصراط المستقيم لا تكون مع الجهل بالذنوب.. ولا مع الاصرار عليها.. فإن الأول جهل ينافي معرفة الهدى.. والثاني غي ينافي قصده وإرادته.. فلذلك لا تصلح التوبة إلا بعد معرفة الذنب.. والاعتراف به.. وطلب التخلص من سوء عواقبه أولا وآخرا.

وها نحن نشرع في بيان ذلك أتم تبيان ـ إن شاء الله .

إن الموضوع الذي نطرحه هنا من الأهمية بحيث لا يستغني عنه شاب لا شيخ.. موضوعنا مهم للمبتدئ والمنتهى.. للسالك والواصل للتلميذ والمريد.. إنه موضوع الساعة وكل ساعة..

موضوعنا:

كيف أعود الى الله

إن هذا الموضوع الملح جدّ خطير في هذه الآونة بالذات، بعد أن صرنا أعاجم لا نفهم لغة القرآن..
وحال تكلم اللغة الباسلة مع أبنائها يندى له الجبين خجلا، فهي ما تزال شامخة رغم انصراف أبنائها عنها، فقد هانت عندنا لما استسلمنا لغزو أعدائنا لها، بداية من التقليل من شأنها وإزدرائها، ثم الدعوة الى إحلال [العامية] محلها، مما ترتب عليه ما نعانيه ـ الآن ـ والمقصود: أن المصاب فينا لا في تراثنا ولا كتب سلفنا فإنها يسيرة يسيرة، لكن العيب في ذوقنا اللغوي.
ويكفي في هذا المقام أن نتدبر كلام الوليد بن المغيرة في تأثير القرآن عليه وبين ما تكنه صدورنا تجاه لغة القرآن، فالوليد ـ مع كفره وجحوده وانصرافه النفسي والوجداني عن القرآن ـ قال: إن له لحلاوة.. وإن عليه لطلاوة.. وإن أعلاه لمثمر.. وإن أسفله لمغدق.. وإنه ليعلو ولا يعلا عليه.
ونحن ـ مع إسلامنا وتقديسنا للقرآن ـ لا نستشعر تلك المعاني إلا بصفة القداسة للقرآن. ( انظر حول قضية لغتنا الباسلة للشيخ محمود شاكر " في الطريق إلى ثقافتنا").
فإن القرآن نزل أول ما نزل بلسان عربي مبين فكان من السهل على العرب الذين أرسل فيهم النبي المختار صلى الله عليه وسلم أن يفهموا لغته ولسانه وتهتز قلوبهم لسحر بيانه..

ومن حكمة الخالق جل وعلا أنه أرسل الرسل بلسان قومهم حتى يبينوا لهم شريعة الله تعالى وهو القائل:{ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} [إبراهيم:4].

ولقد ذكرنا قبل أن كتابات السلف صارت بالنسبة لشباب الصحوة كلاما صعب الفهم والتطبيق.. " مرة أخرى نبين الا لصعوبته وإنما لجهلنا وجفائنا مع اللغة ومع الشرع ومع الله". فقد تغيرت لغة الكلام في عصرنا "وأقصد بتغيير لغة الكلام لا للأفضل ـ لا سمح الله ـ ولكن بالتدني للغة العامية وتلقيحها بالألفاظ غير العربية".
وصارت كلمات السلف لدينا تحتاج الى إعادة شرح وتفصيل...

ونضرب لهذا مثلا: فقد جاء في تعريف " اليقظة" على لسان إبن القيم أو أبي إسماعيل الهروي شيخ الاسلام " أن اليقظة" هي انزعاج القلب لروعة الانتباه..

ونحن على يقين من أن هذا الكلام الآن صار يحتاج الى شرح ثم الى بسط.. رغم أنه كان إذا طرح على السلف فسرعان ما يتفهمون مراده.. ثم يسارعون في العمل بمقتضاه..

وتأسيسا على ما سبق وفي ضوء هذه المعضلة.. فسوف نحاول في هذا المقام بسط مسائل التوبة الى أقصى ما نستطيع، فمن وافقه الأمر ممن يبغي السلوك الى الله فبها ونعمت.. ومن لم يجد فليصبّر نفسه الى النهاية.. فسيجد ما ينشرح له صدره إن شاء الله. فما لم يتأتى بالجهد في الشرح والكلام يتأتى إن شاء الله وقدّر بالدعاء..

فإن الله سميع بصير.. وبالإجابة جدير.. ونسأل الله أن يرزقنا توبة نصوحا، فالتوبة رزق..

ولإستثمار الوقت فيما يفيد نبدأ الموضوع مباشرة بالسؤال الأول والأهم.




لماذا


نتوب؟!!

من غرس في نفسه شرف الهمة

فنبت نبت نفسه عن الأقذار، ومن

استقر ركن عزيمته وثبت

وثبت نفسه عن الأكدار

لماذا نتوب؟

إنها قضية ملحة تأتي نتيجة جهل الناس بالدين في عصرنا.. وجهلهم حتى بالمعاصي التي يقترفونها.. فإن معنى المعاصي معنى كبير يندرج تحته الكثير مما قد يظنه الناس في عصرنا مباحا.

فلاب تساؤل تطرحه امرأة متبرجة: لماذا أتوب..؟! وجهي جميل فلم أستره؟

نفس السؤال يطرحه شاب.. إن متعتي أجدها في السيجارة فلم أتركها.. أهوى مشاهدة التلفزيون فلماذا أدعه.. أنا لا أحب التقيد والارتباط.. فلم أتقيد بمواعيد الصلاة..؟! أليس ينبغي على الانسان فعل ما يسعده.. فالذي يسعدني هو ما تسمونه معصية وأنا غير مقتنع بهذه التسمية.. فلماذا وممّ أتوب.

إنها قضية تطرح نفسها.. يسمعها الكثير والكثير منا حين يود دعوة بعض الناس الى الله والإجابة على هذا السؤال هي في أن نعرف لماذا نتوب؟


النية في التوبة

أولا ـ لكوننا نعود بالتوبة الى الصراط المستقيم:

فقد قال ربنا:{ وام خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56] لا ليعصون.. لا ليلعبوا.. لا ليتبعوا أهوائهم.. ولا حتى ليعمروا الأرض وينجبوا الذرية.. أبدا.. وإنما {ليعبدون} .. فالعاصي ليس بعابد، فإذا قلنا: تب، فمعنى هذا: عد الى أصل خلقتك وفي ذلك من المصالح ما لا يخفى!!

ثانيا ـ طاعة لأمر الله عز وجل:

فهو الذي قال في كتابه العزيز:{ وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور: 31] طاعة لأمر الله { يا أيها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا} [ التحريم: 8] أمر الله.. الملك.. المهيمن.. مالك الملك.. الذي ينبغي أن نتمثل ونذعن لأمره.. فنتوب تعبّدا.. طاعة للملك.

ثالثا ـ فرارا من الظلم الى الفلاح:


قال ربنا: {ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} [الحجرات: 11].

اعلم ـ أخي في الله ـ أن الظلم كل الظلم في انصلاافك عن التوبة.. في سيرك حيث تخالف ربك.. وإصرارك على المضي قدما في طريق هواك.. وهو الهلاك.. فتظلم نفسك حين توقعها في شراك المعاصي.. في حين بشر ربنا التائبين بالنصرة والفلاح فعلق حصول الفلاح المرجو لهم على حصول التوبة منهم اليه فقال ربنا عز وجل:{ وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور:31].

فهذه الأية مدنية.. خاطب الله بها أهل الايمان وخيار خلقه أن يتوبوا اليه.. بعد إيمانهم وصبرهم.. ثم علق الفلاح بالتوبة.. وأتى بأداة " لعل" لاشعار الترجي.. إيذانا بأنكم إذا تبتم كنتم على رجاء الفلاح.. فلا يرجو الفلاح إلا التائبون.. جعلنا الله منهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fcisu.ahlamontada.com
 
كيف اتوب 1 محمد حسين يعقوب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كلية الحاسبات ونظم المعلومات :: لمسات ادبيه ودينيه-
انتقل الى: