كلية الحاسبات ونظم المعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
كلية الحاسبات ونظم المعلومات

جامعة قناة السويس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كيف اتوب (منقول) 5

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


ذكر
عدد الرسائل : 357
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالب على باب الله
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

كيف اتوب  (منقول) 5 Empty
مُساهمةموضوع: كيف اتوب (منقول) 5   كيف اتوب  (منقول) 5 Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 18, 2007 3:12 am

الحجاب العاشر: حجاب المجتهدين المنصرفين عن السير الى المقصود:

وهذا حجاب الملتزمين... أن يرى المرء عمله.. فيكون عمله حجابا بينه وبين الله.. فمن الواجب ألا يرى عمله.. وإنما يسير بين مطالعة المنة.. ومشاهدة عيب النفس والعمل.. يطالع منة الله وفضله عليه أن وفقه وأعانه.. ويبحث في عمله.. وكيف أنه لم يؤده على الوجه المطلوب .. بل شابه من الآفات ما يمنع قبوله عند الله.. فيجتهد في السير.. وإلا فتعلق القلب بالعمل.. ورضاه عنه.. وانشغاله به عن لمعبود.. حجاب..

فإن رضا العبد بطاعته.. دليل على حسن ظنه بنفسه.. وجهله بحقيقة العبودية.. وعدم علمه بما يستحقه الرب جل جلاله.. ويليق ان يعامل به.. وحاصل ذلك أن جهله لنفسه وصفاتها وآفاتها.. وبعيوب عمله.. وجهله بربه وحقوقه.. وما ينبغي أن يعامل به.. يتولد من ذلك العجب والكبر والآفات.. فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها.

ولله درّ من قال: متى رضيت نفسك وعملك لله فاعلم أنه غير راض به.. ومن عرف أن نفسه مأوى كل عيب وشر.. وعمله عرضة لكل آفة ونقص.. كيف يرضى لله نفسه وعمله..؟!

وكلما عظم الله في قلبك.. صغرت نفسك عندك.. وتضاءلت القيمة التي تبذلها في تحصيل رضاه.. وكلما شهدت حقيقة الربوبية.. وحقيقة العبودية.. وعرفت الله.. وعرفت النفس.. تبين لك أن ما معك من البضاعة.. لا يصلح للملك الحق.. ولو جئت بعمل الثقلين خشيت عاقبته.. وإنما يقبله بكرمه وجوده وتفضله.

فحينها تتبرأ من الحول والقوة.. وتفهم أن لا حول ولا قوة إلا بالله فينقشع هذا الحجاب .

هذه هي الحجب العشرة بين العبد وبين الله.. كل حجاب منهما أكبر وأشد كثافة من الذي قبله..

أرأيت يا عبد الله كم حجاب يفصلك اليوم عن ربك سبحانه وتعالى.. وقل لي ربك.. كيف يمكنك الخلاص منها..؟!

فاصدق الله.. واصدق في اللجإ اليه.. لكي يزيل الحجب بينك وبينه.. فإنه لا ينسف هذه الحجب إلا الله .

يقول ابن القيّم:

فهذه عشرة حجب بين القلب وبين الله سبحانه وتعالى.. تحول بينه وبين السير الى الله.. وهذه الحجب تنشأ عن أربعة عناصر.. أربعة مسميات هي: النفس.. الشيطان.. الدنيا.. الهوى..

فلا يمكن كشف هذه الحجب مع بقاء أصولها وعناصرها في القلب البتة.. لا بد من نزع تلك الأربعة لكي تنزع الحجب التي بينك وبين الله..

إن هذه العناصر الأربعة تفسد القول والعمل.. تفسد القصد والطريق.. بحسب قلتها وغلبتها.. فتقطع طريق القول والعمل والقصد أن يصل العمل الى القلب..

إن هذه العناصر الأربعة سوف تحاول أن تحول بين وصول هذه التوبة الى القلب.. ستقطع الطريق الى القلب.. وما وصل منها الى القلب قطعت عليه الطريق الى الرب.. فبين القول والعمل وبين القلب مسافة.. يسافر فيها العبد الى قلبه ليرى عجائب ما هنالك.. وفي هذه المسافة قطاع طرق.. النفس.. الشيطان.. الدنيا.. الهوى.

يمنعون وصول العمل الى القلب.. فإن حاربهم وانتصر عليهم.. فخلص العمل الى قلبك.. دار فيه فلا يستقر دون الوصول الى الله..{ وأنّ الى ربك المنتهى} [النجم: 42]. فإذا وصل العمل الى الله أثاب الله العبد مزيدا من الايمان واليقين والمعرفة والتقوى.. قال تعالى:{ والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم} [محمد: 17]. فكلما اهتدى العبد زاده الله هدى.. وكلما زاد هدى زاد تقوى.. وهكذا.. يظل من زيادة الى زيادة.. فإذا وصل العمل الى الله.. أثابه عليه مزيدا في إيمانه ويقينه ومعرفته وتقواه.. وجمل به ظاهره وباطنه.. فهداه الله به لأحسن الأعمال والأقوال.. وأقام الله من ذلك العمل للقلب جندا.. يحارب به قطاع الطريق للوصول اليه.. فيحارب العبد بالله الدنيا.. بالزهد فيها.. اللهم اقذف في قلوبنا الزهد في الدنيا.. يزهد فيها فيخرجها الله من قلبه.. ولا يضره أن تكون في يده أو في بيته.. فهذه ليست المشكلة.. أن يكون لديه الملايين فتلك ليست المشكلة..

إن القضية أن لا تكون الدنيا في قلبه.. إنما الذي في قلبه هو حب الله وحده.. ولا يمنع ذلك من قوة يقينه في الآخرة.. يحارب الدنيا بالزهد فيها.. ويحارب الشيطان بالاستعانة بالله.. ودائما نقول: إن الشيطان لابن آدم كالذئب للغنم يأكلها.. فكذلك الشيطان يأكلك.. فإذا كنت تسير في طريق ونبحتك كلاب الراعي.. فماذا تصنع؟ تقول: أدافعه.. إن دافعته عاد يجري وراءك.. ثم تدافعه فيعود ويجري خلفك.. وهكذا.. فما الحل؟ . استعن بالراعي .. يكفيك كلابه.. ناد على الراعي.. عندها ينادي كلبه.. وتنتهي القضية.. فكذلك استعن بالله يكفك شر الشيطان..

قال تعالى:{ إن الذين إتقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} [الأعراف:201].

وقال تعالى:{ وإما ينزغنّك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله، إنه هو السميع العليم} [فصلت: 36].

فتحارب الشيطان بالاستعانة بالله.. وتحارب الهوى بتحكيم الأمر المطلق.. بحيث لا يبقى لك هوى فيما تفعل.. تحارب الهوى بمخالفة الهوى..

وتحارب النفس بقوة الاخلاص..
وتحارب الدنيا بالزهد فيها..

فإذا انتصرت على هذه الأربعة بعد حربها وصل العمل الى القلب أما إذا لم يجد العمل منفذا الى القلب.. كأن لا يصل العمل الى القلب.. وبالتالي لا يصل الى الرب.. فعند ذلك ماذا يحدث؟!

إذا لم يجد العمل منفذا.. وثبت عليه النفس.. فأخذته وصيّرته جندا لها.. فصالت به وجالت.. وعلت وطغت.. فتراه أزهد ما يكون.. أعبد ما يكون.. أشد ما يكون اجتهادا.. وهو عن الله أبعد ما يكون.. فتراه يقوم الله ثم يصبح فيزني.. يصوم النهار.. ثم يسهر ليسكر.. يقرأ القرآن ولا يستطيع أن يترك التدخين.. يذكر الله ومع ذلك يعصي مولاه.. فلماذا؟؟ لماذا؟؟

لأنه حين عمل العمل لم يصل العمل الى قلبه..

إنه سؤال حثيث ومشكلة ملحة.. كثير من شبابنا يعاني منها.. أن يطيع ويعصي.. يتساءل أين أثر الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر.. ؟ّ الذكر الذي يطرد الشيطان..؟!

والجواب: أنه حين عمل العمل لم يصل العمل الى قلبه.. فمثلا في حضور مجالس العلم تجد بعضهم يجلس حاضر القلب.. مخبتا لله.. خاشعا.. عينه تكاد تدمع.. يحس بالسكينة.. وأول شيء يفعله بعد الخروج من المسجد أن ينظر الى امرأة متبرجة.. فما السبب..؟؟


الجواب: لأن ما سمعه من الكلام مر على ظاهر القلب فكان تأثيره وقتيا.. فعندما هجم عليه الهوى.. نسي فعصى..

حينذاك ينسى كل ما كان.. فلا بد أن يجد الكلام منفذا الى القلب..

فاللهم بلّغ الخير قلوبنا.. وأدم على قلوبنا الخير يا رب..

نعم يجب أن يثقب الكلام قلبك.. كما قال أحد الشباب.. كلام مثل الرصاص في قلوب مثل النحاس.. إننا نريد قلوبنا تقية نقية.. خاشعة حاضرة.. تتأثر فتتغير.. قال تعالى:
{إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون* الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون* أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم}[الأنفال:2-4].

نريد لهذا الكلام أن يصل الى القلب فينفذ اليه.. فإذا نفذ الى القلب دار فيه.. فوصل الى الرب سبحانه وتعالى.. فرضي الله عنك.. فأخذ بناصيتك وقلبك إليه..

اللهم خذ بأيدينا ونواصينا اليك.. أخذ الكرام عليك..

أما الآخر فتراه حفظ القرآن.. ومع حفظ القرآن لم يستطع الكف عن الاستمناء.. لأن النفس استولت على هذا الحفظ فصيّرته جندا لها.. فافتخر قائلا: أنا فلان..

افتخار.. كبر.. غرور... عجب.. رضا عن نفس.. احتقار للآخرين.. فيصير العمل وهو جند القلب من جند النفس.

يقول ابن القيّم:

فتراه أعبد ما يكون.. أزهد ما يكون.. أشد اجتهادا ما يكون.. وهو عن الله أبعد ما يكون.. وأصحاب الكبائر الظاهرة أقرب قلوبا الى الله وأجنى الى الإخلاص والخلاص منه..

فانظر الى السّجّاد الزاهد العبّاد.. الذي بين عينيه أثر السجود.. كيف أورثه طغيان عمله أن أنكر على النبي صلى الله عليه وسلم..

قال النبي صلى الله عليه وسلم:" يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" أخرجه البخاري (4351) كتاب المغازي ومسلم (1064) كتاب الزكاة.

ذو الخويصرة التميمي لما كان عبدا زاهدا سجّادا عبّادا.. علامة الصلاة في وجهه.. ومع ذلك قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم:" اتق الله واعدل فهذه القسمة لم يرد بها وجه الله" لأنه رأى نفسه...

انظر الى هذا العبّاد الزاهد الذي بين عينيه أثر السجود كيف أورثه هذا طغيان عمله أن أنكر على النبي صلى الله عليه وسلم وأورث أصحابه احتقار صحابة النبي صلى الله عليه وسلم حتى سلّوا عليهم سيوفهم واستباحوا دمائهم..

وانظر في المقابل الى السّكّير الذي كان كثيرا ما يؤتى به الى النبي صلى الله عليه وسلم فيقيم عليه الحد على الشراب.. كيف قامت به قوة إيمانه ويقينه ومحبته لله وتواضعه وإنكساره حتى نهى رسول الله عن لعنه..؟!

من هنا نفهم أن طغيان المعاصي أسلم من عاقبة طغيان الطاعات..

إخوتاه.. كانت كل تلك مقدمات بين يدي سؤالنا
كيف نتوب؟!

يا من أبعدته الخطايا عنهم.. إذا أردت لحاقهم

فهذه وصيتي:

لابد والله من قلق وحرقة
إما في زاوية التعبد.. وإما في هاوية الطرد
إما أن تحرق قلبك بنار الندم على التقصير
والشوق الى لقاء الحبيب..
وإلا فنار جهنم أشد حرا..
القلق.. القلق يا من سلب قلبه..
البكاء.. البكاء يا من عظم ذنبه..

كيف نتوب؟؟

إخوتي .. تعالوا الى التوبة ندق بابها.. ونستفتح مغاليقها..

أولا: حقيقة التوبة:

هي الرجوع الى الله.. ولا يصح الرجوع ولا يتم إلا بمعرفة الرب.. كما ذكرناه من قبل.. بمعرفة أسمائه وصفاته.. وآثاره في النفس.. ولا يصح الرجوع إلا بأن تعرف أنك كنت فارّا من الله... أسيرا في قبضة دوك.. أن تعرف إنك لكي تتوب.. فلا بد لك من اليقين.. اليقين بأنك ما وقعت في مخالب عدوك إلا بسبب جهلك بربك.. وجرأتك عليه..

لا بد للتائب أن يعرف كيف جهل ومتى جهل..
لا بد للتائب أن يعلم كيف وقع أسيرا ومتى وقع..
لا بد للتائب أن يؤمن أن التوبة إنما هي عملية شاقة.. تحتاج الى مجهود كبير.. ويقظة تامة.. للتخلص من العدو.. والرجوع والفرار الى الرب.. الرحمن الرحيم.. والعودة من طريق الهلاك الذي أخذه اليه عدوه..
لا بد أن تعرف أيها التائب.. مقدار الخطوات التي قطعتها بعيدا عن الله.. وتعود اليه بعددها..

لا بد أن تعرف المجهود والعقبات التي لا بد لك من اقتحامها للعودة الى الصراط المستقيم..

لا بد أن تعرف أيها التائب.. انك إنما أوتيت من قبل نفسك.. وبسبب متابعتك لهواك..

لا بد أن تعرف أيها التائب.. إنك أوتيت من قبل غفلتك عن الله.. وعدم اعتصامك بحبله..

ولا بد أن تعرف أيها التائب.. إنك إنما أتيت من قبل حسن ظنك بنفسك.. وعدم توبيخك لها عندما تأمرك بالسوء.. عندما استأسدت عليك ولم تردعها.. فظننت أن مكانك عند الله سبحانه وتعالى حال لمعصية.. هو حالك وأنت على الطاعة.. ولم تدر ساعتها هل يؤاخذ الحبيب بما لا يؤاخذ به غيره.. أم أنه يسامح بما لم يسامح فيه غيره..

إنّ من يدخن ويظن أن السيجارة تهدئ أعصابه.. يدخله حسن الظن بالسيجارة وتنسيه نفسه أنه إذا أمسك المصحف فإنّ أعصابه.. وقلبه.. وشيطانه.. وكل ما فيه يهدأ.. تنسيه أن يذكر الله.. فإذا ذكر الله عصمه من شيطان غضبه. وأدخله في حصنه.. وذكره فيمن عنده.. فإذا نسي.. عندها يكله الله الى نفسه فتسوء خاتمته..

لا بد أن تعرف يقينا بأن الله عندما وكلك لنفسك.. فهذا يسبب سقوطك من عينه فهل تقوى على أن تسقط من عين الله..

أخي التائب.. إذا تبين لك ذلك.. وعرفت أنه في طاعة نفسك عطبك وهلاكك يوم ميعادك.. وان في عصيانها نجاتك في آخرتك..

إذا عرفت أن نفسك قد اعتادت سلوك طريق هلكتها.. وألفت طول النفور والاشمئزاز عما يرضي ربك ومولاك..


فاتحة التوبة؟؟

لا بد أن تعلم أن أول الطريق.. أن تقف مع نفسك وقفة.. بل وقفات.. بأن يعزم على تأديبها.. وتأديب النفس أنما يكون بسبعة أمور:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fcisu.ahlamontada.com
 
كيف اتوب (منقول) 5
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كلية الحاسبات ونظم المعلومات :: لمسات ادبيه ودينيه-
انتقل الى: