كلية الحاسبات ونظم المعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
كلية الحاسبات ونظم المعلومات

جامعة قناة السويس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كيف اتوب (منقول) 6

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


ذكر
عدد الرسائل : 357
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالب على باب الله
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

كيف اتوب  (منقول) 6 Empty
مُساهمةموضوع: كيف اتوب (منقول) 6   كيف اتوب  (منقول) 6 Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 18, 2007 3:17 am

أولا: الوعظ والتذكير:

ألزم قلبك العزم على تأديب نفسك.. والمواظبة على توفيقها.. والإلحاح على معاتبتها.. والدوام على موعظتها وتذكيرها.. كرر على نفسك الخطر الذي هي عليه.. وانها لا بد من المصير الى مولاها.. وأنها ستموت حتما.. وقد يكون الآن..

تعود لمخاطبة نفسك ما بينك وبينها.. ذكرها.. ناد عليها.. خاطبها.. ناجها.. ازجرها.. انهها..

قل لها: يا نفس توبي قبل أن تموتي.. فإن الموت ياتي فجأة.. ذكرها بالأصحاب مات فلان وفلان.. مات رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهو من هو بأبي هو وأمي ونفسي.. فهل لك بعد ذلك من نجاة..؟!

يا نفس سترين كل أعمالك يوم القيامة حاضرة:{ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تودّ لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا، ويحذّركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد} [آل عمران:30] { إنّا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا} [النبأ: 40] {ووجدوا ما عملوا حاضرا} [الكهف:49].

يا نفس صبر ساعة.. ولا عذاب الأبد.. يا نفس هبّي الى الجد.. فإن قالت لك: في آخر العمر أتوب ـ وكثير من الشباب يقول: دعنا نستمتع بالشباب حتى إذا بلغنا المشيب تبنا كما تبتم ـ ولكن ـ اخي ـ ما يدريك أنك ستعيش.. من يعلم متى تموت.. ألديك صك بان تبلغ سن المشيب.. ألديك وعد بانك ستعيش وتبلغ من العمر ما بلغ أبوك وجدك..

وإني ساءلك فمشدد عليك.. هب أن الجد في آخر العمر نافع.. وأنه موصل الى الدرجات العلى من الجنة... أليس قد يكون اليوم آخر عمرك.. فماذا أنت فاعل إذا مت الآن.. وماذا أنت فاعل بين يدي الله غدا...

وإذا هداك الله من الآن وعمّرت كما عمّروا ألست تكون أفضل الجميع منزلة وقربا من النبي المصطفى.. ألا بد أن تصحب الشيطان حينا.. وما يدريك أنك ستستطيع التخلص من حبائله إذا بلغت من العمر أرذله..

ناج نفسك وقل لها: لم لا تشتغلين أيتها النفس بالإصلاح.. من ذا الذي أغراك بالإهمال إلا عدوك وعدوي.. يبغي ان كبنا على وجوهنا في النار.. وما يمنعك من الكبادة يا نفس.. ما باعثك على التسويف وحجتك في التأجيل.. أو ليس هذا إلا بسبب عجزك عن مخالفة شهواتك.. لما تظنين في المخالفة من التعب والمشقة..

خوّف نفسك فقل لها.. يا نفس.. هل تنتظرين يوما يأتيك تستطيعين فيه مخالفة الشهوات..؟! أومعقول هذا..؟! أن يأتي يوم فيجدك وقد عفت الشهوات.. يجدك قادرة على مخالفة الشهوات.. يا نفس ما تخدعين إلا نفسك..

إنّ هذا يوم لا يخلقه الله قط..

لا تكون الجنة قط إلا محفوفة بالمكاره.. ولا تكون النار إلا محفوفة بالشهوات.. ولن تكون المكاره قط سهلة ميسورة عليك.. ولن تزهدي أبدا في الملذات والشهوات.. وهذه أحوال نعرفها بعقولنا ونراها بأعيننا ونحكم على أصحابها.

قل لنفسك: يا أنفس أما تتأملين منذ كم يوم تعدين..؟! منذ كم تقولين غدا.. غدا.... وقد جاء الغد وصار يوما.. فكيف وجدته..؟!

كثير من الناس يدخن.. فإذا قلت له: تب.. قال: إن شاء الله.. في رمضان أصوم عن السجاير طوال النهار.. فيصبح الأمر سهلا.. وجاء رمضان ثم مضى.. ولك يكف..

تجد الشاب ينظر الى الفتيات في الجامعة.. فإذ قلت له تب قال: إن شاء الله في الإجازة.. فتأتي الاجازات وتمر.. وهو لا يستطيع كف بصره عن النظر..

نعم.. نجد الكثير من الناس يعيش منشغلا بجمع الحطام الفاني من الدنيا.. فإذا قلت له: تب.. قال: بعد أن أعمل لبناء مستقبلي.. فإذا انتهى من العمل لمستقبله قلت له: تب.. قال: وماذا عن مستقبل أولادي..؟! وبعدها يقول: انتظر قليلا.. ثم قليلا.. حتى يدخل القبر وبعده لم يتوب..

إن الطغيان يورث طغيانا.. ومتابعة النفس تورث غضب الرحمن..

ناج نفسك.. قل لها: يا نفس.. اما علمت.. أن الغد الذي جاء وصار يوما كان له حكم الأمس.. ألا فاعلمي أيتها النفس أن ما عجزت عنه اليوم.. فأنت عنه غدا أشد عجزا.. ومثاله يا نفس ـ لو أن رجلا أمر باقتلاع شجرة من أصولها وهو شاب راح يقتلعها فوجد العمل شاقا.. فقال لنفسه: لنسترح اليوم ثم نقطعها من الغد.. ثم الى الغد.. ثم الى العام القادم..

فماذا يعمل العام القادم في الشجرة..؟! وماذا يعمل الزمن بقوته.. فبمرور الوقت تضعف قوته هو.. أما الشجرة.. فتزداد رسوخا وتشعبا في الأرض.. كذلك الشهوات.. فما لا تقدر عليه في الشباب لا تقدر عليه قط في المشيب.. فمن العناء رياضة الهرم.. ومن التعذيب تهذيب الذيب.. والقضيب الرطب يقبل الانحناء.. فإذا جفّ وطال عليه الزمان صعب عليه فعل ذلك..

إذاً فالسبيل الأول للتوبة هو الوقوف مع النفس.. وقفة حقيقية.. مع الوعظ والتذكير.. وحضور مجالس العلم..

ثانيا: عزل النفس عن مواطن المعصية:

قال صلى الله عليه وسلم:" المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" صحيح الجامع (3539).

وقال صلى الله عليه وسلم:" وأمّا جليس السوء كنافخ الكير إمّا أن يحرق ثيابك وإمّا أن تجد منه ريحا خبيثة" أخرجه البخاري (5534) كتب الذبائح والصيد، ومسلم (2628) كتاب البر والصلة.

وقال علي ابن أبي طالب:" لا تصحب الفاجر فإنه يزيّن لك فعله ويود لو أنك مثله".

وقال بعض السلف:" إيّاك ومجالسة الأشرار، فإن طبعك يسرق منهم وأنت لا تدري".

وليس إعداء الجليس جليسه بمقاله وفعله فقط.. بل بالنظر اليه.. فالنظر الى الصور يورث في النفوس أخلاقا مناسبة لخلق المنظور إليه..

إنّ أول ما يبدأ من التوبة.. اخي التائب أن تتخلص من رفقاء السوء فتستبدلهم بصحبة صالحة.. ثم بعد ذلك لا بد من تغيير المكان الذي كنت تعصي الله فيه..

إنّ الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا.. قال له العالم.." إنّ قومك قوم سوء.. وإنّ في أرض كذا وكذا قوما يعبدون الله.. فاذهب فاعبد الله معهم"..

اللهم اجمعنا مع الصالحين في الدنيا والآخرة..

نعم.. إنّك ينبغي أن تنتبه لهذا.. لأن قضية تغيير الرفقة من الأهمية بمكان.. فأصحاب السوء لا يتركونك.. ومن ورائهم الشيطان.. لا يريد أن يفلتك.. واسمع لقوله سبحانه وتعالى:{ ألم تر أنّا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزّهم أزّار} [مريم: 83].. فالشياطين تؤز العصاة أزّا.. تدفعهم دفعا.. تسوقهم سوقا.. تقودهم قودا.. تيسر لهم..

أيها الأحبة في الله .. نعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. إنّ الشيطان لن يدعك تتوب.. سيجاهدك وسيقف لك بالمرصاد.. وسيستعمل كل أسلحته.. من معارفك وأصدقائك..

إنّك تذكر وأذكر معك.. يوم كنت تجلس على المقاهي.. تصاحب رفقة السوء.. كنت تدخل الى المنزل برفقة السوء هذه.. فترحب بهم أمك.. ويجلس أبوك معهم.. وينشرح صدره لهذه الجلسة..

فإذا بك يوم التزمت وتبت الى الله.. قال لك أبوك: يا ولدي.. إنّك ستوردنا موارد الهلكة.. إننا لا نستطيع معارضة الحكام.. لا تعف لحيتك.. وإذا استضفت اثنين من الملتزمين.. سألك: هل نويت تحويل المنزل الى وكر أم ماذا تريد؟؟ وهكذا..

هكذا سيجاريك الجميع.. الكل سيجاهدك.. حتى نفسك.. ستبدأ تورد عليك هذه النفس صور المعاصي القديمة.. تجد نفسك راقدا في مرة لتراجع حفظك من سورة البقرة.. أو تستمع اليها.. فتفاجئك نفسك.. بصورة الفتاة التي كنت تحبها.. فتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.. وتتساءل من الذي أتى بها هنا..؟! وفي هذا الوقت بالذات..

نعم أعلم أنهم لا يودعونك.. لذا دع كلّ ما يذكرك بالمعصية. اتركه واهجره.. واهجر أصدقائك القدامى.. غيّر رقم الهاتف.. غيّر حتى عنوان المنزل إذا استطعت.. غيّر الطريق الذي تمر منه الى المنزل.. وإذا قابلت أحدهم في الطريق فسلم عليك.. فقل له: السلام عليك يا اخي.. فإذا قال: ماذا جرى لك..؟! فقل: عرفت الله.. وحذرني من الشياطين.. شياطين الانس والجن.. قل له: إنّي أدعوك الى الله ليتوب عليك الله كما تاب عليّ.. عندها قد يقول إنه قد جنّ..دعه يقول كما يشاء.. وإذا قالت لك نفسك إنني قد أنفره من سلوك الطريق القويم.. قل لها المهم أن ننجو بأنفسنا أولا ثم عندها تثبت أقدامنا قد نعود لنمد له يد العون.. بل سنعود اليه حتما لنأخذ بيده كما أخذ الآخرين بأيدينا..

ولكن ماذا يحدث إذا مددت له تلك اليد الآن ولما تثبت أقدامك فهششت له.. وبادلته الحديث.. فسوف يذكرك بأيام معاصيك.. فيدخل الوهن في قلبك.. سيقول إنّك قد جننت فأنا أعرفك أكثر من نفسك.. إنّك لست من هذا الطراز.. هل أنت من مرتادي المساجد..؟! أتذكر اسم الفتاة التي كنت تحبها..؟! أتذكر ما كنت تقول..؟! وكا كنت تفعل..؟! فهل يترك هذا عاقل ليكون مع هؤلاء المعقّدين.. ألا يحدث هذا بالفعل..؟!

لذا فقد حدث وقابلت أحدهم فلا تتبسط معه.. ولا تنسى الإنكار ولو يقلبك.. فإذا قال لك: إنني أريدك أن تأتي معي في أمر.. فقل له: إني في طريقي لحضور درس علم.. فإذا قال: إذاً غدا..؟! فقل له: غدا سأقوم الليل من بعد العشاء وحتى الفجر.. فإذا قال لك: إذا بعد الغد.. فقل له: إنني أنوي أن أختم القرآن بعد غد.. فعندها سيقول: جن والله.. فييأس منك فيتركك.. أو سيقول: أهتدي والله فيصحبك ويتبعك..

كما قلت لك من قبل: إياك وتلبيس إبليس.. يقول لك: إنّك قد خلقت للدعوة.. فقل له: أي دعوة..؟! أنا ما زلت في بداية توبتي.. ولتعلم أنك لست مسؤولا عن الدعوة قبل استكمال هداية نفسك.. الزم الصمت.. اترك أرض المعاصي.. إنك لن تستطيع اعتزال الناس في الجامعة.. أو في المنزل.. أو في العمل.. سوف تضطر للتعامل مع هؤلاء.. وعليه فإنه يجب عليك أن تعزل نفسك في البداية عن مواطن المعصية لفترة حتى تعتاد الالتزام..

إن نصيحتي لك ـ حبيبي في الله ـ أن تلزم نفسك الصمت.. حلّ بينها وبين من يشغلها.. إياك والمعارك الجانبية.. فإذا نظر إليك أبوك شذرا إذا أعفيت لحيتك ثم سألك: ما الذي تنوي عمله..؟! لا تقل إنّ اللحية فرض.. أو تتهمه بكراهية النبي صلى الله عليه وسلم.. ولكن قم فقبل رأسه.. وقبل يد أمك.. وقل لهما: الحمد لله الذي نجاني من لنار.. بفضل حسن تربيتكما لي.. أو بفضل دعائكما لي.. أو بفضل حرصك يا أبي على أن تطعمنا الحلال الطيّب.. ولعلي أنفعكما يوما.. ذكرهما بحديث:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد ثالح يدعو له". صحيح مسلم (1631) كتاب الوصية.

لا تقم معارك في المنزل مع إخوتك أو أبيك أو أمك أو جيرانك أو زملائك فتلهك المعارك عن اللجوء الى الله والسير إليه..

لا تفتح أبواب المعارك.. سد باب الذرائع عن أي سؤال.. فإذا قيل: يا بني.. هل اللحية فرض..؟! فقل: كيف حالك يا أبي.. إنني احبك.. وحاول أن تتفادى الصراع ما أمكنك..

فإذا قال لك: هل الصلاة لا تصح إلا في المساجد الخاصة بالملتزمين الذين يطيلون فيها..؟! قل له: ما رأيك يا أبي لو جلست معي فقرأنا ربعين من القرآن فإنك عندها ستشعر بجنة الله في القرآن.. إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال.. وقال.. وقصّ له من اخبار النبي عليه الصلاة والسلام.. إنها حينها قد ترغبه بحسن خلقك.. وق يشعر هو بتحسن حالك.. وقد تدعوه بسمتك الصالح..

أما إذا أقمت من نفسك مفتيا.. وسردت له أدلة فرضية اللحية.. وأن إبن حجر العسقلاني ـ طيّب الله ثراه ـ قد قال.. ثم أتبعت بقول الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله .. ثم قول شيخ الاسلام ابن تيمية قدّس الله روحه.. فإنك لن تجد الوقت لتصحيح توبتك مع الله.. وإنما عليك بالنصيحة العابرة.. والهمسة الصادقة..

أطل الصمت.. وأدمن السكوت.. ولا تخض مع الخائضين.. جنّب نفسك الزلل وابتعد عن الخطأ.. وانكسر لله.. لا تطغ.. لا تتكبر..

إذا رأيت العصاة فاذكر قول الله تعالى:{ كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم} {النساء:94].

قل: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلي به كثيرا من عباده.. وفضّلني على كثير ممن خلق تفضيلا.

ثالثا: إدمان معاتبة النفس وتخويفها:

النفس إخوتاه تركن الى اللذيذ والهين.. فعلمها التحليق.. تكره الاسفاف.. علمها العز.. تأنف من الذل.. عرّفها الرب.. تستوحش من الخلق... نفسك هي دابتك التي تحملك الى الله.. عرّفها الطريق. تنقاد.. أبدا في معاتبتها وتقريرها بما صنعت من المعاصي.. لتنكسر لله..

قل لها يا نفس .. أرأيت إن متنا الآن بما نلقى الله..؟! ألحّ عليها حتى تلين.. اجعلها تعترف بكثرة جرائمها وذنوبها.. ادم ذلك عليها.. اجعله عملها.. أوجع بذلك ضميرها.. أسل بذلك دمعتها.. استنغفر الله من سوء ما تقدم من صنيعك وبخ نفسك..

قل لها.. يا نفس.. ويحك يا نفس.. لا ينبغي أن تغرك الحياة الدنيا.. ولا يغرّنّك بالله الغرور.. يا نفس .. انظري الى نفسك... فما أمرك بمهم اغيرك.. يا نفس لا تضيعي أوقاتك.. فالأنفاس معدودة.. فإذا مضى منك مفس.. فقد ذهب بعضك.. اغتنمي الصحة قبل السقم.. اغتنمي الفراغ قبل انقضائه.. الغنى قبل الفقر.. الشباب قبل الهرم.. والحياة قبل الموت..

يا نفس استعدي للآخرة بقدر بقائك فيها ويحك يا نفس.. إن كنت يا نفس لا تتركين الدنيا رغبة في الآخرة لجهلك وعمى بصيرتك فاتركيها ترفعّا عن خسّة شركائها تنزها لكثرة غثائها وعنائها.. توقيا من سرعة فنائها.. مالك يا نفس تفرحين بدنيا إن ساعدتك.. فإنها ستكون حجة عليك.. مالك يا نفس تفرحين بدنيا إن كانت لك فلا تخلو البلد من جماعة اليهود والمجوس يسبقونك بها ويزيدون عليك في نعيمها وزينتها.. فأف لدنيا يسبقك إليها هؤلاء الأخساء.. ما أقلك يا نفس وأخس همتك يا نفس.. وأسقط رأيك يا نفس.. إذا رغبت عن أن تكوني زمرة المقربين من النبيين والصديقين في جوار رب العالمين.. أبد الآبدين رغبت في أن تكوني في جنة النعيم لتكوني في صف النعال من جملة الحمقى الجاهلين.. أياما قلائل تفرحين ثم الى الأبد تعذبين فيا حسرة عليك إن خسرت الدنيا والدين.. ويحك يا نفس.. بادري بالتوبة فقد أشرفت على الهلاك.. اقترب الموت.. وورد النذير فمن ذا الذي يصلي عنك بعد الموت.. من ذا الذي يصوم عنك بعد الموت.. من يترضى عنك ربك بعد الموت.. ويحك يا نفس مالك إلا أيام معدودة وهي بضاعتك إن أتجرت فيها فزت.. ويحك يا نفس.. قد ضيّعتي أكثر رأس المال فلو بكيتي بقية عمرك على ما ضيّعت فيها لكنت مقصرة في حق نفسك.. فكيف يا نفس.. إذا ضيّعت البقية وأصررت على المعاصي.. اما تعلمين أن الموت موعدك.. والقبر بيتك.. والتراب فراشك.. والدود أنيسك.. والفزع الأكبر بين يديك.. أما علمت يا نفس أن عسكر الموت عندك على باب البلد ينتظرون وقد آلوا على أنفسهم بالإيمان المغلظة أنّهم لا يبرحون يا نفس.. أما علمتي أن الموتى العودة ليشتغلوا بالعمل الصالح ويستدركوا ما فرط منهم... أنت في أمنيتهم فاعملي.. يا نفس إن يوما من عمرك لو بيع منهم بالدنيا وما فيها لشروه.. ولو قدروا عليه وأنت تضيعين أيامك في الغفلة والبطالة ويحك يا نفس.. اما تخافين.. أما تخافين { كلا إذا بلغت التراق* وقيل من راق* وظنّ أنّه الفراق* والتفّت الساق بالساق* الى ربك يومئذ المساق* فلا صدّق ولا صلى* ولكن كذّب وتولّى* ثم ذهب الى أهله يتمطى* أولى لك فأولى* ثم أولى لك فأولى} [القيامة: 26-35]. ويحك يا نفس.. أما تخافين أن تبدو رسل ربك منحدرة إليك بسواد الألوان وكلح الوجوه.. وبشري العذاب.. أما تخافين؟ أما تذّكرين..؟ هل تذكرين..؟ هل ينفعك ساعتها الندم..؟ أو يقبل منك الحزن..؟ أو يرحم منك البكاء.. ويحك يا نفس.. ويحك يا نفس.. تعرضين على الآخرة وهي مقبلة عليك... وتقلبين عن الدنيا وهي معرضة عنك..!

يا نفس.. كم مستقبل يوما لم يستكمله..؟ وكم من مؤمل غد لم يبلغه..؟ وتشاهدين في ذلك الموتى ولا تعتبرين..

احذري يا نفس.. احذري يوما ترجعين فيه الى الله فتوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.. احذري يا نفس ذلك اليوم فقد آل الله على نفسه ألا يترك عبدا أمره في الدنيا ونهاه حتى يسأله عن عمله. فانظري يا نفس بأي أمر تقدمين.. وبأي لسان تجيبين.. أعدي للسؤال جوابا.. انظري يا نفس الى الدنيا اعتبارا وسعيك لها اضطرارا.. ورفضك لها اختيارا.. وطلبك للآخرة ابتدارا.. يا نفس اتركي الدنيا مختارة قبل أن تتركيها مضطرة..

يا نفس كيف أقول لربي غدا إذا سألني عن عملي..؟ ووضح لي طريقي..؟ إذا نلت كتابي بشمالي..؟ ونادى ربي يوم القيامة وقد غضب غضبا شديدا لم يغضب مثله قط.. ولن يغضب بعده مثله..!

رابعا: علاج النفس بالصوم ومنع الحظوظ:

إنّ البطن إذا أكلت أشرت وبطرت.. وإذا صامت انكسرت.. وقل نشاطها.. وعادت الى ربها.. فأدمن الصيام كما أوصاك النبي العدنان.. عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم السلام.. قال:" فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" أخرجه البخاري (1905) كتاب الصوم مسلم ( 1400) كتاب النكاح.
وجاء: بمعنى قاطع للشهوة.. فامنعها ملذاتها.. كما يقول ابن الجوزي.. امنعها ملذوذ مباحها ليقع الصلح على ترك الحرام..

أخي التائب.. ابدأ بتحقيق التوبة النصوح.. ابدأ بأن تتوب الى الله توبة نصوحا.. وقد قال إبن القيّم: في التحقيق أن التوبة تستلزم ترك المناهي.. والإقبال على العمل بالأوامر.. فمن ترك المناهي.. ولم يعمل بالأوامر.. لم تقبل توبته.. وليس بتائب.. قال تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدّل الله سيئاتهم حسنات} [الفرقان:70].

فشرط قبول التوبة.. العمل بالطاعة.. فاآن تب.. ارفع يديك.. ناد ربك.. وقل له يا رب تبت من كذا وكذا من المعاصي..

ولكن اعلم ـ رحمني الله وإيّاك ـ أن تحديد المعاصي التي تتوب منها ليس شرطا في التوبة.. فقد تكون التوبة مجملة.. بأن تتوب الى الله من جميع الذنوب والمعاصي جملة دون تفصيل.. فتقبل إن شاء الله..

وإنما يكون هذا التحديد لزجر النفس وتذكيرها.. وإلهامها التوبة وتثبيتها على هذه المعاني..

تبت من كذا وكذا.. وعزمت ألا أعود أبدا لكذا وكذا.. وعاهدتك ربي أن أفعل كذا وكذا..

لا بد من هذا الوضوح وإيّاك أن تسوف.. الساعة.. الساعة قل: تبت.. ثم ابدأ بإمساك المصحف.. وصف قدميك لله تعالى.. أمسك بالمصحف وقل الله أكبر.. اقرأ عاء الاستفتاح.. اقرأ الفاتحة.. تباك بين يدي الله سبحانه وتعالى.. رحم الله أحد مشايخنا كان يقف في الصلاة ويقول: ألا تعرف كيف تصلي..؟ كيف تذل لله سبحانه وتعالى..؟ وتتباكى بين يديه..؟

ابدأ بدعاء الاستفتاح وتباك.. فلا تبدأ في قراءة الفاتحة حتى تسيل دموعك على خديك وتسترسل في القراءة حتى يغلبك البكاء فلا تملك إلا الركوع بين يدي الملك ثم تسجد له وحده ودموعك تغسل جبال الذنوب التي تطبق على صدرك وتكاد تزهق أنفاسك وتخرج من الصلاة وأنت لا تريد أن تنتهي مناجاة ربك.. فتشعر عندها أنك وجدت نفسك.. وجدت لقلبك الحائر مستقرّا.. ووجدت لنفسك القلقلة سكنا.. ووجدت لروحك المعذبة أمانا..

فإذا طالبت بالطعام فذلها.. وإذا أرادت النوم فاحرمها.. امنعها فضول المباح ليقع الصلح على ترك الحرام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fcisu.ahlamontada.com
 
كيف اتوب (منقول) 6
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كلية الحاسبات ونظم المعلومات :: لمسات ادبيه ودينيه-
انتقل الى: