كلية الحاسبات ونظم المعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
كلية الحاسبات ونظم المعلومات

جامعة قناة السويس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كيف اتوب (منقول) 10

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


ذكر
عدد الرسائل : 357
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالب على باب الله
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

كيف اتوب  (منقول) 10 Empty
مُساهمةموضوع: كيف اتوب (منقول) 10   كيف اتوب  (منقول) 10 Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 18, 2007 3:29 am

ثانيا: الاقلاع:

أقلع عن الذنب فورا وبدون ممطلة.. فإنك إن أقمت على الذنب وقلت يا رب تب عليّ.. فيرد عليك الكريم أقلع عن الذنب وأنا أتوب عليك..

ثالثا: الندم:

إنّ الندم يحصل بمطالعة الجناية.. وهذا يكون بتعظيم الحق جل جلاله ومعرفة مقامه.. ومعرفة ذاته وصفاته والتعبد اليه بها.. ومعرفة النفس وإنزالها منزلتها ومعرفة أن سبب كلّ شر يقع فيه ابن آدم فمن نفسه.. وتصديق الوعيد..





هذه هي الثلاثة التي يحصل بها الندم:

(1) معرفة الله.
(2) معرفة النفس.
(3) تصديق الوعيد.


ولأن عماد التوبة على الندم فسنقف هنا قليلا لنتأمل هذه الأمور الثلاثة:

(1) تعظيم الحق: فإذا أردت أن تعرف عظم الذنب.. فانظر الى عظمة من أذنبت في حقه.. أكبر آفة وقع فيها أهل عصرنا.. وأكبر معصية ارتكبتها قلوب أمتنا... أن زالت هيبة الله من القلوب.. هذه هي المأساة.. أننا صرنا نخاف من البشر أكثر من خوفنا من الله.. ونستحيي من البشر أعظم من حيائنا من الله.. ونرجو البشر بأعظم من رجائنا في وجه الله.. لذا لما هان الله علينا هنّا عليه.. والجزاء من جنس العمل...

أيها الاخوة.. إن تعظيم الحق ألا يرى في قلبك سواه. ومن كملت عظمة الحق تعالى في قلبه عظمت عنده مخالفته.. لأن مخالفة العظيم ليست كمخالفة من هو دونه.. فينبغي أن يعظم الله في قلبك..

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:

واستجلاب تعظيم الرب.. أن تعرف الله سبحانه وتعالى.. وهو سبحانه يتعرف الى العباد في قرآنه.. وعلى لسان نبيه.. بصفات ألوهيته تارة.. وبصفات ربوبيته تارة اخرى..

فمعرفة صفات الالهية.. توجب للعبد المحبة الخالصة.. والشوق الى لقائه.. والأنس والفرح والسرور به.. هذا مما يوجبه النظر في صفات الألوهية.

مثل الصفات التي توجب عبادته جل جلاله. صفات الأمر والنهي.. صفات العهد والوصية.. صفات إرسال الرسل.. وإنزال الكتب والشرائع.. هذه تنبعث منها قوة الامتثال والتنفيذ.. والتبليغ لها والتواصي بها.. والتصديق بالخبر والامتثال بالطلب.. والاجتناب للنهي..

الصفات التي تجلب التعبد أن يسر في خدمته.. وينافس في قربه.. والتودد اليه بطاعته.. ويلهج لسانه بذكره.. ويفر من الخلق اليه.. ويصير الله وحده.. هو همه دون سواه.

أما شهود صفات الربوبية:

فإنها توجب التوكل عليه.. والافتقار اليه.. والاستعانة به.. والذل والانكسار له.. وكمال ذلك " وهو الشاهد الذي أرجو أن يتوصّل اليه" هو ما ذكره ابن القيّم في كتابه القيّم "الفوائد".

" أن يشهد ربوبيته في إلهيته.. أن تشهد حمده في ملكه.. وعزه في عفوه.. وجكته في قضائه وقدره.. ونعمته في بلائه.. تشهد عطاءه في منعه.. بره وإحسانه ورحمته في قيوميته.. أن تشهد عدله في انتقامه.. وجوده وكرمه في مغفرته.. أن تشهد ستره وتجاوزه.. وحكمته ونعمته في امره ونهيه.. أن تشهد عزه في رضاه.. وغضبه وحلمه في إمهاله.. وكرمه في إقباله.. وغناه في إعراضه.. أن تعرف الله.. فإذا عرفته عظم في قلبك.

ثم يعلق ابن القيم فيقول: من أعظم الظلم والجهل أن تطلب التوقير والتعظيم لك من الناس.. وقلبك خال من تعظيم الله وتوقيره.

وعلينا أن ننتبه الى هذه الفائدة الغالية:

فإنك توقر المخلوق وتجله أن يراك في حال.. ثم لا توقر الله فلا تبالي أن يراك سبحانه وتعالى عليها.. أيحب احدكم أن يراه الناس وهو يزني..؟؟ إذن فكيف ترضى أن يراك الله على هذه الحالة..؟؟ ألا تستحيي منه؟؟

وصدق الله تعالى:{ يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذا يبيّتون ما لا يرضى من القول، وكان الله بما يعملون محيطا* هاأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة النيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا} [النساء: 108-109].

والله علمنا.. قال لنا سبحانه وتعالى.. لينبهنا الى تلك القضية أتم تنبيه.. لفت نظرنا الى شيء نستشعره.. شيء موجود عندنا وجودا ماديا.. لأننا ننسى استشعار نظر الله ومراقبة الله.. فقال جل جلاله: { وما كنتم تسترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظنكم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون* وذلكم ظنّكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين* فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين} [فصّلت: 22-24].

لما كانت نفس الانسان ضعيفة.. واستشعاره معية الله صعبا ذكرهم الله بأن معهم شهودا: سمعكم، وأبصاركم، وأيديكم، وأرجلكم، وبطونكم، وفروجكم.. نعم ستشهد عليك.. فإذا اردت أن تعصي الله فاذكر ان الله معك يسمعك ويراك {ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة، إن الله بكل شيء عليم} [المجادلة:7].

فإن لم تستشعر تلك القضية.. وعجز قلبك عن استحضار سمع الله وبصره.. فتخشاه.. فتخافه.. تخشى بطشه.. تخاف انتقامه.. تستحيي أن يراك على العيب.. عليك رقيب.. وهو الذي يسترك.. فوقك قاهر.. وعليك قادر.. ومنك قريب.. يستطيع أن ينتقم ويأخذ حقه.. ولكنه الحليم.. والحيي الستير.. جل جلاله.. وعجز قلبك عن استحضار تلك المعية.. فام تستطع أن تختفي من الله.. ولا أن تستتر منه.. فتذكر أن معك عينا ستشهد عليك.. وأذنا تشهد عليك.. ويدا ستشهد عليك.. ورجلا ستشهد عليك..

فإنك إن استطعت أن تستتر وتختبئ.. فتختبئ من أعضائك.. وتتوارى منها.. فافعل.. فإن لم تقدر فاترك المعصية خوفا من ذي الجلال جل جلاله..

يا من يعاني مأساة الذنوب اختبئ من الله فلا يراك عليها.. فإن نسيت نظر الله وغلبتك شهوتك.. فأعمت عين بصيرتك.. فاختبئ من يدك التي تعصي.. إذا تحركت عينك للنظر فتذكر أنها ستشهد عليك يوم القيامة.. وإذا تحركت رجلك لتعصي فاعلم أنها وكل جوارحك عليك شهود يوم تلقى الله عز وجل..

يا من يؤذي الناس بلسانه.. تذكر أن الله سميع.. يسمعك وسيحاسبك.. فإن نسيت الله.. فتذكر شهادة الجوارح عليك.. تذكر شهادة لسانك وأذنك..

هنا إذا كملت عظمة الله في القلب منعته من المعصية.. إنّك تريد أن يوقرك الناس.. وأنت لا توقر الله.. كيف ذلك... قال تعالى:{ ما لكم لا ترجون لله وقارا} [نوح:13]، أي: لا تعاملونه معاملة من توقرونه.. والتوقير: هو التعظيم.. ومنه قوله تعالى:{ وتعزّروه وتوقّروه} [الفتح:9] قال الحسن: في تفسير قوله تعالى:{ ما لكم لا ترجون لله وقارا} [نوح:13] أي: مالكم لا تعرفون لله حقا ولا تشكرونه..

قال مجاهد: لا تبالون عظمة ربكم.

قال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم: لا ترون لله طاعة.

قال عبدالله بن عباس: أي لا تعرفون عظمة الله تعالى.

هذه المعاني ترجع كلها الى معنى واحد أنه لو عظموا الله وعرفوه.. أطاعوه وشكروه.. ولم يعصوه.. فطاعته سبحانه.. واجتناب معاصيه.. والحياء منه.. بحسب وقاره في القلب..

ما هي علامات توقير الله:

من علامات توقير الله سبحانه وتعالى:

(1) ألا تذكر اسمه مع المحقرات:

قال بعض السلف: ليعظم وقار الله في قلب أحدكم أن يذكره عند ما يستحي من ذكره.. فانظر الى مدى توقير السلف لربهم.. كانوا يستنزهون أن يوضع اسم الله بجوار ما يستقبح ذكره.. فيقرن اسمه به.. كأن يقول الرجل: قبّح الله الكب والخنزير.. فيوقرون الله ان يوضع اسمه مع هذه الحيوانات.

(2) ألا تنسب الشر اليه:

إنّ من عقيدتنا أن الخير والشر من الله.. لكننا لا ننسب الشر الى الله تأدبا قال صلى الله عليه وسلم:"{ لبيك وسعديك الخير كله في يديك.. والشرّ ليس إليك" مسلم (771) كتاب صلاة المسافرين وقصرها.

وقال إبراهيم عليه السلام:{ والذي هو يطعمني ويسقين* وإذا مرضت فهو يشفين} [الشعراء: 79-80] فلم يقل: وإذا أمرضني.. وإنما نسب الشر الى نفسه تأدبا مع الله.

وقال مؤمنو الجن:{ وأنّا لا ندري أشرّ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا} [الجن:1-]. فعند الرشد ذكروا ربهم.. وعند الشر بنوا الفعل للمجهول.

لكن أهل عصرنا على العكس.. تجد الرجل منهم يقول يا كاسر كل سليم يا رب..

فمن إذاً الذي يجبر المكسور ..؟ وكيف ينسب الشر الى الله...

وتجد من يقول الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.. لماذا تذكر الله بالمكروه.. إننا لا نناقش هنا حرمة هذه الكلمة من حلها.. ولكننا نناقش السبب الذي من أجله نسبت الشر الى الله.. وكيف أن السلف كانوا يجلونه ويبجلونه لدرجة أنهم لا يذكرون بجوار اسم الجلالة أي لفظ يرون أنه لا يناسب عظمته عز وجل..هذا وإن كان الخير والشر منه سبحانه جل وعلا.

(3) من وقاره: ألا تعدل به شيئا من خلقه لا في اللفظ ولا في الفعل:

فلا تقل: ما شاء الله وشئت.. وهذا لأنه عندما قالها رجل لرسول الله قال صلى الله عليه وسلم :{ أجعلتني لله ندّا؟" البخاري (787) الأدب المفرد.

(4) من توقيره جل وعلا ألا تشرك معه شيئا في الحب والتعظيم والإجلال:

قال تعالى:{ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله} [البقرة: 165]... سماهم مشركين.. كما في الطاعة.. فتطيع المخلوق في أمره ونهيه كما تطيع الله.. لا.. وإنما طاعة الله مطلقة في كل شيء.. وطاعة المخلوق مقيدة بالمعروف فالأب والأم والزوج والزوجة ومديرك في العمل.. العرف والتقاليد والمجتمع.. طاعة كل هؤلاء مقيدة بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
" إنما الطاعة في المعروف" البخاري (7145) كتاب الأحكام. " ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" مسند الامام أحمد (1041) مسند المبشرين بالجنة.

فلا تجعل طاعتك لشيء لطاعة الله.. مهما كلفك ذلك..

(5) من توقيره جل وعلا ألا تجعل له الفضلة:

إنّ آفة أهل عصرنا ـ حتى الملتزمين منهم ـ أنهم يعطون الله الفضل: إذا بقي لديه وقت ليقوم الليل فيه.. قام وإلا تركه.. يجعل لله الفضلة.. إذا بقي عنده وقت للأذكار قالها.. وإلا غفل عنها.. وهكذا..

وقد قال تعالى:{ ولا تيمّموا الخبيث منه تنفقون} [ البقرة:267].

هذا ليس من توقير الله.. بل من توقير الله أن تقتطع له من أعز الأوقات وقتا.. ومن أعز الأموال مالا.

فينبغي ألا تجعل لله الفضلة في الوقت.. ولا في الجهد.. ولا في الصحة.. ولا في المال.. ولا في الكلام والذكر.. فما الذي يشغلك..؟؟

أهي الدنيا..؟ والله ما خلقت لها.. { وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات:56].. وقد يندهش بعض الناس حين نقول: ينبغي أن تكثر من الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتنفل.. فيقول: أين الوقت الذي يسع كل هذا..؟ وهل خلقت لغير هذا..؟ ثم إنّ البركة من الله..

اللهم بارك لنا في أوقاتنا..

والإعانة والتوفيق من الله.. إنك إذا ظننت أنك تقوم بحولك وقوتك. فأنت فاشل مخدوع.. أما إذا اعتقدت بأنك تستعين بالقوي المتين.. فإنه يعينك ويقيمك ويبارك لك..

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

(6) من التوقير: ألا تقدم حق المخلوق على حق الله:

قال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا ين يدي الله ورسوله} [الحجرات: 1].. أي لا تقدم أمرا بين يدي أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.. ولا حبّا بين يدي حب الله ورسوله.. لا تجعل أمام الله أحدا بل أول شيء هو الله..

قرأت استطلاعا للرأي على طلبة إحدى الجامعات.. عن المثل الأعلى والقدوة وأهم المحبوبات فوجدوا أن الترتيب كما يلي:
1) الفنانين
2) لاعبي الكرة
3) المشاهير من الاعلاميين
4) الله ورسوله

فإذا كان الله في التفضيل هو الرابع ترتيبا فأين يكون التوقير..؟ أين يكون الحب والإجلال..؟

أين يقع الأمر بأن تجعل الله ورسوله قبل كل شيء.. في الطاعة.. الحب.. الخوف.. الرجاء.. التوكل عليه... الإنابة إليه..؟

(7) من توقيره جل وعلا: أن تختار حده وجنبه وناحيته من ناحية الناس وجنبهم:

قال تعالى:{ ومن يشاقق الله والرسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنم وساءت مصيرا} [النساء 115].

وقال تعالى:{ ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأنّ له نار جهنّم خالدا فيها، ذلك الخزي العظيم} [التوبة: 63].

ومعنى: {يحادد} أي: أن يكون الله ورسوله في حدّ.. والمخلوق في حدّ آخر.. فكن مع الله يكن معك.. بل كن في الحدّ والناحية التي فيها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.. وإن كنت وحدك.



(Cool من توقير الله: بذل البدن والقلب والروح في خدمته تعالى:

كان سلفنا رضوان الله عليهم ينتصبون في الخدمة.. فلا يرعون السمع إلا لكلام الله ولا يسلمون القلب إلا لأوامر الله.. فإذا كانوا في الصلاة فلا تسل عن الخشوع والخضوع.. وإذا كانوا في الصيام فلا تقل عن الإخلاص والورع.. وغيره من الذكر والصدقة.

أما حالنا اليوم فيندى له الجبين خجلا.. فإذا كلمك أحد الناس.. انتبهت اليه بكل جوارحك.. وإذا وقفت بين يدي الله وقفت بجسدك فقط.. فعقلك وقلبك في شغل عنه.. وتأمل ذلك في صلاتك.. صيامك.. وغيرها من العبادات..

(9) من توقير الله: ألا تقدم مراد نفسك على مراد ربك:

ما لم توقر الله سقطت من عين الله.. فلا يجعل الله لك في قلوب الناس وقارا ولا هيبة.. بل يسقط وقارك وهيبتك من قلوبهم.. وإن وقروك مخافة شرك.. فذاك وقار بغض.. لا وقار حب وتعظيم.

(10) من وقاره جل وعلا: الحياء من أن يطلع على قلبك فيرى منك ما يكره:

فإذا اطلع الله على ما في قلبك.. لا يجد إلا الغرور والعجب.. وحب الدنيا وحب المعاصي.. واسنثقال الطاعات.. أفلا تستحي من الله... أخرج خذا من قلبك حتى لا يراه الله في قلبك..

المصيبة أن يستحي العبد من الناس ولا يستحي من الله.. قال تعالى:{ وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} [الأحزاب: 37] وقال عز من قائل:{ يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم} [النساء: 108].

تجد أحدهم يرى من يوقره فيلقي السيجارة من يده.. وينسى أن الله يراه.. يرى من يوقره فيتوارى وهو على الذنب.. ويواجه الله بالمعصية بلا حياء..

(11) من وقاره: أن يستحي منه في الخلوة أعظم مما يستحي من أكابر الناس.

(12) ومن وقاره: أن يكون همه الأول طلب رضا الله.

أخي في الله.. إنني أريد منك الآن أن تأتي بورقة وقلم.. وتبدأ في كتابة همومك الشاغلة.. وتضعها مرتبة حسب الأولويات.. وأنا أقصد الهم الذي يشغل بالك.. وتجري وتتحرك في نطاق هذا الهم.

أريدك أن تصدق مع الله.. لأنه من السهل أن تكتب أنك تحمل هم الاسلام.. ولا يخطر لك هذا على بال أصلا..

أريدك أن تنفرد بنفسك.. أن تتقي الله عز وجل.. وتنظر فعلا.. ما الذي يهمّك..؟

هل ستجد ما يهمك هو هم الاسلام .. هم العقيدة.. هم الدين.. أو أننا سنفاجأ بأن الهموم قد تشعبت.. هم الوظيفة.. هم الزواج.. طلب الرزق.. التعليم...

لا شك أن الاسلام سيأتي.. ولكن ربما في المرتبة الرابعة.. الخامسة.. وربما بعد ذلك.. هذا إن كنا صادقين.

وكل هذا نتيجة لعدم توقير الله في قلبك حق الوقار وحق التعظيم.

المطلوب أن يكون طلب رضا الله هو الهم الأول والأوسط والأخير.. بمعنى ان يكون الهم كله.. في كل مناحي الحياة.. هو طلب رضا الملك جل جلاله.. ومن جعل الهموم همّا واحدا كفاه الله همّه.


فهذا أول ما يصح به مطالعتك لجنايتك.. بتعظيم الحق وتوقيره.. فإذا عرفت الله حق معرفته.. بأسمائه وصفاته.. عرفت الله حق معرفته.. بتوحيد ألوهيته وتوحيد ربوبيته.. فإنه حين ذاك يعظم الله في قلبك.. ويقع وقاره في قلبك.. فإذا وقرت الله بقلبك.. عظمت عندك مخالفته.. لأن مخالفة العظيم ليست كمخالفة من دونه.. قال الله تعالى:{ وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء ، قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون}. [ الأنعام: 91] وقال جل وعلا:{ وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عمّا يشركون} [الزمر: 67].

وقال سبحانه وتعالى:{ وما قدروا الله حق قدره، إنّ الله لقوي عزيز} [الحج: 74].

بعد أن تحداهم ربما جل جلاله في قوله:{ يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له، إنّ الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا الذباب ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه، ضعف الطالب والمطلوب} [الحج: 73].

نعم إنك حين تقدر الله حق قدره.. وتعرف أنه أنزل الكتب.. وأرسل الرسل.. وشرع الشرائع.. وخلق الجنة والنار.. أمر أوامر ونهى عن نواه.. وألزم عباده أشياء.. حاكم بالعدل.. قائم بالقسط.. جل جلاله..

حين تقدر الله حق قدره.. تعرف أنه ما من دابة في الأرض ولا في السماء إلا والله خلقها وعليه رزقها.. ويعلم مستقرها ومستودعها.. فبه سبحانه وتعالى وبإعانته وبإحيائه لها تعيش. أي دابة صغرت أم كبرت. على ظهر الأرض أو في السماء.. سبحانه قائم على كل نفس بما كسبت.. جل جلاله.. قيّوم السموات والأرض.. به يقوم كل شيء.. ولا يحتاج الى شيء.. فهو العزيز.. وهو الغني.. حين تعرف الله وتقدره حق قدره.. تعلم أن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا.. فبه بقاؤهما وبه دورانهما.. وبه حياة ما فيهما.. والمراد إليه جل جلاله.. فهو الأول والآخر .. {كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} [الرحمن 26-27].

إذا كملت عظمة الحق في قلبك.. فإنك تستحيي وتخاف أن تعصيه وهو يراك.

فمطالعة الجناية : بكمال عظمة الله في قلبك.. أن تعرف عظمة من عصيت.. فتعظم المعصية.. فمن كملت عظمت الحق تعالى في قلبه.. عظمت عنده مخالفته..

ونضرب لذلك مثالا:

عن أنس بن مالك قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بإمرأة تبكي عند قبر.. فقال لها:" إتقي الله واصبري" فقالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي.. ولم تعرفه صلى الله عليه وسلم.. فقيل لها.. إنه النبي صلى الله عليه وسلم فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين.. فقالت: لم أعرفك.. فقال:" إنما الصّبر عند الصدمة الأولى". البخاري (1283) كتاب الجنائز.

الشاهد: أنها لم تكن تعرف النبي صلى الله عليه وسلم.. فجهلت عليه.. قالت: إليك عني إنك لم تصب بمصيبتي .. فلما قيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم.. علمت أنها أخطأت.. فالذي يجهل عظمة الله ـ ولله المثل الأعلى ـ يجهل عليه.

فإذا عرفت الله.. عظمت المخالفة عندك.. لذلك فإن المؤمن ينظر الى ذنبه كأنه في أصل جبل.. يخشى أن يهوي فوق رأسه..

فاللهم عافنا من الذنوب والمعاصي.. رحماك بينا فإنك من تق السيئات فقد رحمته.. فاللهم اجعلنا من المرحومين..

هذه الأولى.. تعظم الجناية بمعرفتك الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fcisu.ahlamontada.com
 
كيف اتوب (منقول) 10
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كلية الحاسبات ونظم المعلومات :: لمسات ادبيه ودينيه-
انتقل الى: