كلية الحاسبات ونظم المعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
كلية الحاسبات ونظم المعلومات

جامعة قناة السويس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كيف اتوب (منقول) 11

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


ذكر
عدد الرسائل : 357
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالب على باب الله
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

كيف اتوب  (منقول) 11 Empty
مُساهمةموضوع: كيف اتوب (منقول) 11   كيف اتوب  (منقول) 11 Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 18, 2007 3:46 am

(2) معرفة النفس: باستقباح ما كنت عليه:
الثانية.. هي معرفة النفس.. هكذا دائما تقترن معرفة الله بمعرفة النفس.. ليخرج منها نوعين جليلين من العبودية.. محبة الله.. والازدراء على النفس..
يقول ابن القيّم:
لا ينتفع بنعمة الله بالإيمان والعلم إلا من عرف نفسه.. فوقف بها عند حدها.. ولم يتجاوزه الى ما ليس له.. ولم يتعد طوره.. ولم يقل هذا لي.. وإنما يوقن أنه لله وبالله ومن الله...
كثير من الاخوة تجده يتهم نفسه.. يقول لنفسه: عاص مذنب مقصر.. قلبي أشد من الحجر.. لكنه في الحقيقة معجب بنفسه.. لا يسعى لإصلاحها.. فهذه معرفة لا تفيد.. إنما الذي يعرف نفسه يقف بنفسه عند درها.. ولا يتجاوزه الى ما ليس له.. لا يتعدى دوره.. هذا هو الذي عرف نفسه.. فتيقن أنه لله ومن الله وبالله.. فالله هو المانّ به ابتداء وإدامة.. بلا سبب من العبد ولا استحقاق منه.
قال تعالى:{ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون} [الطور: 35].
{ما أشهدتم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا} [الكهف: 51]
{هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا* إنّا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سكيعا بصيرا} [الانسان: 1-2].
إنك لم تكن شيئا.. من نطفة أوجدك.. بدون استحقاق منك.. بل محض كرم وجود منه سبحانه وتعالى.
انتبه..
إذا علم العبد هذا وتيقنه.. فعلم أن الله هو المان به ابتداءا وإدامة.. بلا استحقاق من العبد.. وبلا سبب منه.. حينذاك تذله نعم الله عليه.. فعندئذ يرى أن الفضل كله لله.. وأنه من عليه دون أن يستحق أي نعمة.. فيذل لله.. وكلما زاده الله نعمة.. ازداد بها ذلا.. حتى يصير أذل الناس لله.. وهذه أعلى درجة من درجات العبودية.. فتذله نعم الله عليه.. وتكسره.. كسرة من لا يرى لنفسه ولا فيها ولا منها خيرا البتة.. فلا يرى فيها خيرا أبدا.. وأن الخير الذي وصل اليه فهو لله وبالله ومن الله.
وهذه نتيجة علمين شريفين.. علمه بربه..وعلمه بنفسه..
علمه بربه.. وبره وغناه.. وجوده وإحسانه ورحمته.. وأن الخير كله في يديه.. وهو في ملكه يؤتي منه من يشاء ما يشاء.. ويمنع منه من يشاء ما يشاء.
ثم علمه بنفسه.. ووقوفه على حدها.. وقدرها.. ونقصها وظلمها.. فالعبد دائم التذكر لهذين الأمرين.. لا ينسب لنفسه فضلا قط.. إذا قرأ القرآن فمن الله.. إذا صام النهار فمحض فضل من الله.. يعني توفيق وإعانة وقبول.. إذا قام الليل فبتوفيق الله.. وانظر لعله هناك من هو أعقل منك ولم يهده الله فلم يهتد..
فاحمد الله.. قال تعالى:{ من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا} [الكهف: 17].
يقول ابن القيّم:
فإذا صار هذان العلمان.. ألا وهما: معرفة نفسك ومعرفة ربك صبغة لها لا صبغة على لسانها.
فكثير منا يقول بلسانه: والله أنا مقصر..مذنب.. عاص.. ادع الله أن يهديني.. أنا أريد أن أتعلم .. أريد أن أقوم الليل.. هذه صبغة اللسان.. أما صبغة القلب فعلمه بنفسه وعلمه بربه.. فإذا صار هذان العلمان صبغة لها لا صبغة على لسانها.. علمت حينذاك أن الحمد كله لله.. والأمر كله لله.. والخير كله لله.. وأنه هو المستحق للحمد والثناء دونها ـ أي دون نفسه ـ وأن نفسه هي أولى بالذم والعيب اللوم.. ومن فاته التحقق بهذين العلمين تلونت به أقواله وأعماله.. فإيصال العبد الى الله بتحقيق هاتين المعرفتين علما وعملا.. وانقطاع العبد عن الله بفوات هذين العلمين علما وعملا.. وهذا معنى قولهم: من عرف نفسه عرف ربه.. فمن عرف نفسه بالجهل عرف الله بالعلم.. ومن عرف نفسه بالظلم عرف الله بالعدل.. ومن عرف نفسه بالعيب عرف ربه بالعز والجمال والكمال.. ومن عرف نفسه بالنقص عرف ربه بالعطاء والكمال..ومن عرف نفسه بالذل عرف ربه بالعز.. ومن عرف نفسه بالحاجة عرف ربه بالغنى.. ومن عرف نفسه بالمسكنة عرف ربه بالقوة والملك.. ومن عرف نفسه بالعدم عرف ربه بالجبروت.
وهكذا تعرف نفسك وتعرف ربك.. فإذا عرف نفسه وعرف ربه كان الله أحب شيئ اليه.. وأخوف شيء عنده.. وأرجاه له.. وهذه هي حقيقة الايمان العبودية.
يقول ابن الجوزي:
"والله لقد بكيت الليلة مما جنيته على نفسي بيد مفسي" نعوذ بالله من أنفسنا.. واها لك يا نفس.. النفس وما أدراك ما النفس.. أمّارة بالسوء.. ظلومة جهولة.. الإنسان وهذه نفسه.. إذا مسّه الشر جزوعا.. وإذا مسّه الخير منوعا.
الإنسان.. { وكان الانسان عجولا} [الاسراء:11] {وكان الانسان قتورا} [الاسراء:10] {وكان الانسان أكثر شيء جدلا} [الكهف 54] هذه نفسك.. جهول.. قتور.. حين ترى نفسك هكذا لا تعينك على عمل صالح أبدا.. تميل الى البطالة والكسل.. تميل مع الهوى وطول الأمل.. ترجو من الدنيا وتنسى الآخرة.. هذه نفوسنا والله.. إذا عملنا بعد أن جاهدنا تستأثر نفوسنا بأعمالنا.. فنعملها رياء وسمعة.. نعوذ بك اللهم من شرور أنفسنا .. فإذا عرفت نفسك أنها الحاملة على كل ذنب.. وأنها الدافعة الى كل معصية.. وأنها المانع في كل خير وعطية.. استعذت بالله من شرها.. وعرفت أن الخير بيد الله.. يؤتيه من يشاء.. وهو العزيز الحكيم..
نفسك إذا عرفتها. عرفت نفسك وعرفت الله.. عظمت المخالفة عندك.. نفسك انفرد بها لتوبخها.
يقول ابن القيّم:
واأسفاه من حياة على غرور.. وموت على غفلة.. ومنقلب الى حسرة.. ووقوف يوم الحساب بلا حجة.. واأسفاه.. واحسرتاه..
ثالثا: تصديق الوعيد:
اخي التائب..
مثل نفسك في زاوية من زوايا جهنّم ـ اللهم قنا عذاب جهنم وأنت تبكي أبدا.. أبوابها مغلقة.. وسقوفها مطبقة.. وهي سوداء مظلمة.. لا رفيق يستأنس به.. ولا صديق تشكو اليه.. لا نوم يريح.. ولا نفس.. ولا موت يقضي على العذاب..
قال كعب: والله إن أهل النار يأكلون أيديهم الى المناكب من الندامة.
قال الله تعالى:{ ويوم يعضّ الظالم على يديه} [الفرقان: 27] يعني من الندامة على تفريطهم وما يشعرون بذلك.
يا مطرودا عن الباب.. يا مضروبا بسوط الحجاب.. لو وفيت بعهودنا ما رميناك بصدودنا. لو كاتبتنا بدموع الأسف لعفونا لك عن كل ما سلف..
انظر الى وعيد ربك.. توعد الله أعظم الوعيد لمن رضي بالحياة واطمأن بها.. وغفل عن آياته.. ولم يرج لقاءه.
فقال الله جل جلاله:{ إنّ الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون* أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون} {يونس: 7-8].
وفي اليقين من الوعيد:
يقول ابن القيّم:
"ومدار السعادة وقطب رحاها على التصديق بالوعيد... فإذا تعطل من قلبه التصديق بالوعيد خرب خرابا لا يرجى معه فلاح البتة"
اليقين إذا عمر به القلب وامتلأ به.. استنار القلب فيرى ويبصر وبذلك يعيش.. إن أشد ما يعانيه أهل عصرنا عمى القلب.. ـ إي والله ـ.. إن أدنا إذا ضعف بصره شيئا.. حزن حزنا شديدا.. ويهرع لمن يصنع له نظارة.. تكمل ما افتقد من بصره.. وأكثرنا إلا من رحم الله فقد عمي قلبه.. وهو لا يعلم.. فلا يعمل على أني يعيد بصيرة قلبه.. اللهم ارزقنا بصيرة في قلوبنا يا رب.
المقصود أيها الاخوة.. أن معنى التصديق بالوعيد حصول اليقين أن يصير هناك يقين في القلب.. فإذا خلا القلب من التصديق بالوعيد.. خرب خرابا لا يرجى معه فلاح البتة.
إن الآيات والنذر تنفع من صدق بالوعيد وخاف عذاب الآخرة.. هؤلاء هم المصدقون بالإنذار المنتفعون بالآيات دون من عداهم.
قال تعالى:{ إنّ في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة}[هود: 103].
وقال تعالى:{ إنما أنت منذر من يخشاها} [ النازعات: 45].
وقال تعالى:{ فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} [ ق: 45].
فأخبر سبحانه أن أهل النجاة في الدنيا والآخرة. هم المصدقون بالوعيد.. الخائفون.. كما أنهم الممكنون في الأرض.
قال تعالى:{ ولنسكننّكم الأرض من بعدهم، ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد} [ إبراهيم 14].
فإن الله تعالى تهدد وتوعد { ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب، من يعمل سوءا يجزى به لا يجد له من دون الله وليّا ولا نصيرا} [النساء: 123] وإنّ هذه الثلاثة تثمر الندم على ما فات.
رابعا: العزم على عدم العودة:
إن كثيرا من الناس يتوب وهو دائم القول: إنني أعلم بأني سأعود.. لا تقل مثله.. ولكن قل : إن شاء الله لن أعود " تحقيقا لا تعليقا".. واستعن بالله واعزم على عدم العودة..
بعض الناس يفت الشيطان في عضده.. يوهن له نفسه.. يخذله فيقول له: إنك لن تستطيع .. فيقول لا ضير في أن أتوب ثم أعود..
إنّ هذا الخاطر لا يجب أن يرد على خاطرك أصلا.. وإنما تب وأنت تعزم يقينا إنك لن تعود.
خامسا: خلع العادات:
عندما تتوب الى الله فإن العادات التي كنت عليها حين جاهليتك تشبه خيط المطاط.. إنه قد يذهب معك.. ولكنك ما زلت مشدودا اليه فإذا وقفت ولو للحظة جذبك فعدت مرة أخرى..
اخلع مسمار العادة من قلبك.. إنك عندما تريد نزع مسمار في جدار فإنك تبدأ في زعزعة المسمار ث بعدها تنزعه بسهولة.. فما عليك إلا أن تزعزع مسمار العادات في قلبك..
فإذا كانت لديك عادة النوم الكثير ـ مثلا تنام عشر ساعات يوميا ـ فابدأ بزعزعة هذه العادة بالتدرج في تركها.. مثلا أن تنام تسعة ثم ثمانية.. وهكذا..
وإذا كان من عاداتك كثرة الأكل.. فتدرج في التخلص من ذلك.. وهكذا.. إذا كنت متعود على كثرة الخروج والسمر والسهر مع الأصدقاء.. فاربط نفسك في المنزل واستأنس بربك.. وحاول أن تجد قلبك في الخلوة..
إن العادت هي العدو اللدود للعبادات.. لأن هذه العادات تربطك.. فكيف إذن يكون الانخلاع من هذه العادات؟ وبيان ذلك..
كيف تخلع العادات؟!
كلما كان تعلقك بالمطلب الأعلى أقوى كان انخلاعك من العادات أتم.. كيف؟
إنك مرتبط بعادات أرضية.. فتريد أن تسمو عن الأرض الى سماء الطاعة.. انظر الى تقنية الصواريخ.. إنها تحتاج لقوة دفع خارجة للصعود بالصاروخ والتخلص من الجاذبية الأرضية... فساعة أن يتخلص عن تلك الجاذبية الأرضية فإن الصاروخ يسبح في الفضاء الخارجي.. وهذا بالضبط ما تحتاجه أنت.. إنك تحتاج الى قوة دافعة كبيرة في البداية وبعدها تسبح في سماء الطاعة..
قال أحد السلف " عالجت قيام الليل سنة ثم تمتعت به عشرين سنة" وقال آخر " ما زلت أسوق نفسي الى الله وهي تبكي حتى انساقت اليه وهي تضحك" حاول.. حاول وستنتصر.. إنّ النصر مع الصبر..
سادسا: العلم بطرق الصبر عن المعصية:
يقول ابن القيّم في كتاب "طريق الهجرتين" (ص 381) إنّ الصبر عن المعصية ينشأ من أسباب عدة:
السبب الأول: علم العبد بقبح المعصية ودناءتها:
فإذا علم العبد بقبح المعصية ودناءتها وأن الله إنما حرمها صيانة للعبد عن الدنايا والرذائل.. فيتصبر عنها.. فأول شيء يجب معرفته أن شرب السيجارة قبيح وإطلاق البصر قبيح.. وشرب الخمر قبيح.. والزنا قبيح.. الى آخره.. فعندما تعلم بقبحها تتصبر عن مواقعتها، قال تعالى:{ قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} [الأعراف: 33]. فهي فواحش قبل التحريم وبعده.. والشارع كساها بنهيه عنها قبحا الى قبحها.. فكان قبحها من ذاتها.. وازدادت قبحا عند العاقل بنهي الرب تعالى عنها.. وذمة لها.. وإخباره ببغضها وبغض فاعلها.. فيعلم ان الله ما نهى إلا عن أمر قبيح بالذات.. فيترك المعصية لقبحها ولدناءتها.. حفظا لنفسه وصيانة لها..
السبب الثاني: الحياء من الله:
فإن العبد متى علم بنظر الله اليه وأنه بمرأى من الله ومسمع.. فإن العبد يستحي منر به أن يراه وهو مقيم على المعاصي.. وهذا يستلزم أن تنفتح في قلبك عين ترى بها أنك أمام قائم أمام الله { ولمن خاف مقام ربه جنتان} [الرحمن: 46].
السبب الثالث: مراعاة نعمة الله:
فإنّ مراعاة نعمة الله عليك وإحسانه إليك.. فترى أن الله يعطيك من نعمه وأنت تعصاه.. فهل هذا فعل الكرماء..؟؟
إنّ مراعاة نعم الله عليك بأنه هو الذي خلقك ورزقك وسترك وأعطاك ومكن لك وأعانك.. ثم بعد ذلك تعصيه..؟؟ فكيف تكون..؟؟ وقد قال الله تعالى:{ إنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم}[الرعد:11] {ذلك بأن الله لك يك مغيّرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأنّ الله سميع عليم} الأنفال 53] وأعظم النعم هي نعمة الإيمان والذنوب تزيل النعم وتسلبها.
قال بعض الصالحين: أذنبت ذنبا فحرمت قيام الليل سنة.. فهنا تعلم أنك إذا لم تراع نعم الله عليك فإنه يذهب عنك الحول والقوة للقيام بالطاعة..
وقال بعضهم: أذنبت ذنبا فحرمت فهم القرآن.
وقال البعض: أذنبت ذنبا فمنذ أربع سنين وأنا الى الخلف.. لأنه أذنب ذنبا.. فراع نعم الله عليك واعلم أن أعظم النعم نعمة الايمان.
قال تعالى:{ بئس الاسم الفسوق بعد الايمان، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} [الحجرات: 11].
السبب الرابع: الخوف من الله:
العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الاشارة فإذا لم تستح من الله.. فاخش أن يخسف بك الأرض.. أن ينتقم منك.. اخشاه أن يفضحك.. اخش عقابه.. فكفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار به جهلا..
السبب الخامس: محبة الله:
إن الله لو أحبك لعصمك.. كما قيل: هانوا عليه فعصوه.. ولو عزوا عليه لعصمهم..
فهل إذا أحببت أحدا تعصيه..؟؟ مستحيل.. إنما أنت تعصيه لأنه تحب المعاصي أكثر مما تحب الله.. وتراعي نظر الناس اليك ولا تراعي نظر الله.. وكفى بذلك خذلانا.. فهل تحب إنسانا ولا تحب الله..؟؟ أتحب المال أكثر مما تحب الله..؟؟
إن محبة الله من أقوى الأسباب المعينة على الصبر عن المعاصي.. فإن المحب لمن يحب مطيع.. وكلما قوي سلطان المحبة في القلب كان اقتضاؤه للطاعة وترك المخالفة أقوى إن شاء الله..
وفرق بين من يحمله على ترك المعصية الخوف من السوط ومن يترك المعاصي لأنه يحب الله.. وعقيدة أهل السنة والجماعة ـ وهي عقيدتنا ـ أن نعبد الله حبا له.. وخوفا من ناره.. ورجاء كرمه أن يرزقنا جنته..
السبب السادس: شرف النفس وذكاؤها وفضلها وأنفتها وحميتها:
النفس الشريفة لا تفعل المعاصي.. لأن هذه المعاصي تحط من قدرها وتخفض من منزلتها التي رفعها الله بها.. وتحقرها وتسوي بينها وبين السفلة والرعاع.. فانظر الى المعاصي هل يقترفها أصحاب النفوس الأبية.. النفوس الشريفة المتطلعة لمعالي الأمور.. أم أصحاب النفوس الضعيفة المتهافتة ذات الصفات الحيوانية.
إن أصحاب النفوس الأبية يقولون:
إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي وتفسي تشتهيه
وتأبى الأسود ورود ماء إذا كنّ الكلاب يلغن فيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fcisu.ahlamontada.com
 
كيف اتوب (منقول) 11
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كلية الحاسبات ونظم المعلومات :: لمسات ادبيه ودينيه-
انتقل الى: