هل يجوز صلاة النوافل جماعة

نعم يجوز أن تصلى النوافل جماعة بشرطين : ألا تكون في السنن الراتبة التابعة للفرائض ، ألا تتخذ عادة تشبه الفرائض ، إذ لم يكن هذا من عادته – صلى الله عليه وسلم – ولا عادة أصحابه – رضي الله عنهم - .
ودليل ذلك قول أنس بن مالك - رضي الله عنه - " صليت أنا ويتيم في بيتنا خلف النبي وأمي أم سليم خلفنا ( رواه البخاري ومسلم وأبو داوود والنسائي )
و عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت خسفت الشمس في عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فصلى رسول الله بالناس ... ( رواه البخاري ومسلم وأحمد )
وعن عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ - رضي الله عنه - أَنّهُ أَتَىَ رَسُولَ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّي قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي. وَأَنَا أُصَلّي لِقَوْمِي. وَإِذَا كَانَتِ الأَمْطَارُ سَالَ الْوَادِي الّذِي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ. وَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ آتِي مَسْجِدَهُمْ. فَأُصَلّيَ لَهُمْ. وَدِدْتُ أَنّكَ يَا رَسُولَ اللّهِ تَأْتِي فَتُصَلّي فِي بيتي فَأَتّخِذَهُ مُصَلّىً. قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - : سَأَفْعَلُ. إِنْ شَاءَ الله". قَالَ عِتْبَانُ: فَغَدَا رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ حِينَ ارْتَفَعَ النّهَارُ. فَاسْتَأْذَنَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم- فَأَذِنْتُ لَهُ. فَلَمْ يَجْلِسْ حَتّى دَخَلَ الْبَيْتَ. ثُمّ قَالَ: أَيْنَ تُحِبّ أَنْ أُصَلّيَ مِنْ بَيْتِكَ؟ قَالَ فَأَشَرْتُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ. فَقَامَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَكَبّرَ. فَقُمْنَا وَرَاءَهُ. فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ ثُمّ سَلّمَ.(مُتَّفَقٌ عَلَيهِ)
وذكر البخاري الحديث الأخير في صحيحه في باب صلاة النوافل جماعة وقال : ذكره أنس وعائشة رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وقال ابن حجر العسقلاني : قيل مراده النفل المطلق ويحتمل ما هو أعم من ذلك . ثم قال : وروى ابن وهب عن مالك أنه قال : " لا بأس بأن يؤم النفر في النافلة فأما أن يكون مشتهرا ويجمع له الناس فلا " . وهذا بناه على قاعدته في سد الذرائع لما يخشى من أن يظن من لا علم له أن ذلك فريضه ، واستثنى بن حبيب من أصحابه قيام رمضان لاشتهار ذلك من فعل الصحابة ومن بعدهم رضي الله عنهم .( انظر فتح الباري )